السعودية تستضيف كأس العالم 2034- حلم يتحقق وريادة رياضية عالمية
المؤلف: ناصر البقمي10.28.2025

في لحظة تاريخية لا تُنسى، شهد السعوديون والعالم أجمع يوم 11 ديسمبر 2024م، إعلان المملكة العربية السعودية كأول دولة في تاريخ الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) تفوز بحق استضافة كأس العالم بنظامها الجديد الذي يضم 48 منتخبًا. هذا الحدث الجلل يجعل من المملكة محط أنظار العالم بأسره، كونها ستشهد النسخة الأولى التي تتنافس فيها المنتخبات المتأهلة في دولة واحدة، لتصدح السعودية بشعارها الترحيبي «أهلًا بالعالم» مُجسدةً هذا الواقع الاستثنائي الذي يتوق إليه الجميع بشغف عظيم.
بعد عامين من الآن، سيودع العالم النظام التقليدي لبطولة كأس العالم لكرة القدم، الحدث الرياضي الأبرز الذي ينتظره محبو كرة القدم كل أربع سنوات بشوق بالغ. في عام 2030، ستُلعب البطولة بنظام جديد بتنظيم ثلاثي مشترك، ليكون عام 2034 موعدًا مع الصقر السعودي الذي يتطلع العالم لتقديم نسخة مونديالية فريدة وغير مسبوقة على الإطلاق، نسخة تجسد قمة الإبهار والتميز.
إن أهمية منح المملكة حق استضافة كأس العالم 2034 تتخطى مجرد لعبة كرة القدم، فهي تعكس ثقة المجتمع الدولي الرياضي في القدرات والإمكانات الهائلة التي تمتلكها السعودية، من تنوع جغرافي ساحر، وثقل اقتصادي راسخ، وثراء ثقافي أصيل، وتاريخ عريق. كل هذه المقومات تجعل من إقامة البطولة على أرض المملكة فرصة ذهبية لتحقيق تجربة شاملة ومثيرة لعشاق كرة القدم على اختلاف ميولهم واهتماماتهم، تجربة لا مثيل لها.
عشرة أعوام تفصل السعوديين عن تدوين صفحة جديدة ومضيئة في سجل الفخر السعودي، وهذه المرة من خلال بوابة الرياضة. وراء هذا الإنجاز التاريخي يقف صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، القائد الملهم الذي قاد وخطط وتابع وأشرف على أدق تفاصيل هذه القصة الملهمة، مستعينًا بالله ثم بشعب عظيم يمثل رأس المال الأول والثروة التي لا تنضب. إنه القائد الذي غرس الأمل وأوقد جذوة الطموح، مؤكدًا أن المستحيل ليس سعوديًا، ومعبرًا ببلاغة وإيجاز عن هذا الإنجاز بقوله: «نحن لا نحلم نحن نفكر في واقع يتحقق».
ولم يكتفِ سموه بذلك، بل خطا خطوة استراتيجية بالغة الأهمية من خلال تشكيل لجنة عليا برئاسته شخصيًا لمتابعة هذا المشروع الوطني الضخم، الذي جاء كنتيجة مستحقة لمسيرة طويلة ومثمرة منذ إطلاق رؤية 2030، باعثًا بذلك رسالة قوية تؤكد عزم المملكة على الارتقاء بالرياضة وكرة القدم إلى مستويات جديدة من الرعاية والاهتمام والضيافة السعودية الأصيلة التي تعكس عراقة متجددة، وهوية وطنية ضاربة بجذورها في أعماق التاريخ. هذه الاستضافة تمثل فرصة ذهبية لإيصال رسالة السعودية للعالم أجمع، رسالة تسامح ومحبة وسلام، وسلاحنا في ذلك همة شعب طويق وشباب المملكة الأوفياء القادرين على تذليل كافة الصعاب.
السعودية اليوم تبعث برسالة مفادها أنها لاعب أساسي ومؤثر في ميدان الثقافة، تمامًا كما هي على المستوى الاقتصادي والسياسي والديني. فهي ليست مجرد مصدر للطاقة أو براميل نفط تؤثر في الاقتصاد العالمي، بل هي صانعة سلام وناشرة للمحبة والثقافة والفنون، بالإضافة إلى قدرتها الفائقة على استضافة حدث رياضي عالمي بهذا الحجم والأهمية.
هذا الفوز السعودي هو ثمرة إرادة قيادة حكيمة، وهمة شعب عظيم، وتضافر جهود مؤسسات وهيئات وطنية، فإذا كانت استضافة كأس العالم هي الجوهرة النفيسة في قصة التميز السعودي، فإن سجل نجاحات المملكة حافل بالإنجازات، بدءًا من استضافة كأس أمم آسيا 2027 وصولًا إلى تنظيم إكسبو 2030.
السعودية اليوم تؤكد للعالم أنها قادرة على صناعة الإبداع وتقديمه للعالم أجمع، بما يحقق «العراقة المتجددة» التي تمثل ثنائية سعودية فريدة بامتياز.
فرحة السعوديين وابتهاجهم وتكاتفهم للتعبير عن تلك البهجة ما هي إلا رسالة شكر وعرفان لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد على دعمهم اللامحدود لجميع الأنشطة والقطاعات التي تستثمر في الوطن والمواطن، وتحقق الازدهار والرفاهية وتنافس دول العالم المتقدم، لإثبات أن «المستحيل ليس سعوديًا». التفوق السعودي هو قطار سريع ينطلق نحو المستقبل، كانت محطته الأولى رؤية 2030، ومحطاته كثيرة ومتنوعة في جميع المجالات والأصعدة، ولا حدود لطموحاته إلا عنان السماء.
